تعتبر
الولايات المتحدة الأميركية اليوم ثاني دولة في العالم، سوية مع الهند،
نجح جراحوها في استئصال الزائدة الدودية عن طريق الفم. في خضم التجارب
التي يقودها الباحثون في جامعة كاليفورنيا (UC San Diego Medical Center)،
التي ترمي الى ترويج التقنيات الجراحية اللا باضعة (minimally invasive
surgery) بواسطة القيام بشق محدود للجسم وتخفيف الألم عن المريض وتسريع
تعافيه من العملية الجراحية، تعد الجهود الأميركية والهندية واعدة للغاية.
على مستوى جراحة التنظير المكروية (laparoscopic endoluminal surgery)،
تنظر الجالية العلمية-الطبية بشغف الى تطبيق التقنية الجديدة بصورة واسعة
النطاق. اليوم، تشهد التقنيات الجراحية التي تستغني بصورة شبه تامة عن
المبضع الجراحي مراحل من التحقيق والتطوير والتجربة، وذلك لتثوير القطاع
الجراحي حول العالم. يكفي إجراء شق صغير بالجسم لإدخال كاميرا منمنمة
الحجم وإيصالها الى مكان التدخل الجراحي لاكماله مقارنة بثلاثة شقوق
تتطلبها الجراحة التقليدية.
تدعى التقنية الجراحية الجديدة (Natural Orifice Translumenal Endoscopic
Surgery) أو (NOTES) وتتمحور حول إدخال الأدوات الجراحية سوية مع كاميرا،
جميعها صغيرة الحجم، عبر منفذ طبيعي بالجسم كما الفم للوصول الى العضو
المريض. في ما يتعلق باستئصال الزائدة الدودية، سيتفادى الجراحون القيام
بعدة شقوق في البطن. علاوة على ذلك، تلعب عملية الشق هذه، من داخل البطن،
التي تتم بفضل هذه الأدوات الجراحية وبمؤازرة الكاميرا، دوراً في تعافي
المريض بسرعة فضلاً عن تخفيف ألم ما بعد العملية الجراحية وخطر التعرض
للفتق.
وجهزت الكاميرا بنظام تشغيل خاص، يدعى (FDA-cleared EndoSurgical
Operating System) أو (EOS) وتنتجه شركة (USGI Medical). تمر هذه الكاميرا
في فم المريض ثم المريء وصولاً الى المعدة حيث يجري الجراح شقاً واحداً في
جدار المعدة لتمرير أدواته. بعد وصولها الى الزائدة الدودية، تقوم هذه
الأدوات باستئصالها