المعرفة التامة بصاحب الرؤيا ونصوص العلماء في ذلك

]

المعرفة التامة بصاحب الرؤيا ونصوص العلماء في ذلك Besm63dp5

[/

بسم الله ، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
اعلمي
أختي الكريمة أن تعبير الرؤيا في الأصل عند العلماء لا يتم إلا بالشروط
التي ذكرناها ، فلا يمكن تعبير الرؤيا لشخص من غير معرفة صاحبها وصنعته
وحاله وقومه ، فعدم التزامك بالشروط يؤدي دائما إلى الخطأ في التعبير؛

لأن الرؤيا كما
نص العلماء تختلف باختلاف هيآت الناس وحرفهم وتختلف بحسب غنى المرء ووفقره
، فقد يرى أكثر من شخص نفس الرؤيا وتعبر لكل واحد منهم بما يليقه وذلك بعد
معرفة الشروط التي ذكرناها ؛

فمثلا
: إذا رأى رجل أنه ملك الموت فيمكن أنه رجل جزار ويمكن أن يكون سفاكا
للدماء قاطعا للطريق ويمكن أن يكون يفرق بين الأصحاب والأصدقاء إلخ ...
ومثل آخر رؤيا الأذان فمثلا تعبر بالحج لقوله تعالى ( وأذن في الناس الحج يأتوك رجالا )
وتعبر بأن صاحبها رجل سارق لقوله تعالى ( فأذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون ) وتعبر بالظلم لقوله تعالى ( فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين ) إذن فلا يمكن معرفة ما يناسب هذا الرائي إلا بعد معرفة تامة بحاله والتزامه وحرفته وصنعته ،
والأمثلة على ذلك أكثر من أن تحصى ،

وأنا أنقل لك كلام العلماء السابقين في هذا الباب
ليطمئن قلبك ولتعلمي أن المعبر ليس بمنجم أو مشعوذ أو عالم للغيب ،
فالمعبر ينطلق أولا من واقع صاحب الرؤيا وحاله ومعرفة صنعته ومعيشته ثم
بعد ذلك ينظر في الرؤيا ويسنتتج ما يليق به ؛
قال الإمام ابن شاهين في كتابه " الإشارات في علم العبارات " : ولا
يعجل المعبر بتفسير الرؤيا حتى يعرف وجهها ومخرجها ومقدارها ويسأل صاحبها
عن نفسه وحاله وقومه وصنعته ومعيشته ولا يدع شيئا يستدل به على علم مسألته
إلا فعله .

وقال أبو سعيد الواعظ " وإن
أقدار الناس قد تختلف في بعض التأويل ، حسب اختلافها في نقصانها في الحظوظ
، وإن تساووا في الرؤيا ، ..... كالرمانه ، ربما تعبر للسلطان بمدينة يلي
عيها ، وتكون للتاجر داره التي فيها أهله ، أو حمامه أو فندقه ، أو سفينته
الموقرة بالناس ، ... وقد تكون للعالم أو العابد كتابه ومصحفه ، وقد تكون
للأعزب زوجة بمالها وجمالها ، ... وقد تكون للحامل ابنة محجوبة بخاتمها
... وهكذا .

قال مشهور بن حسن في كتاب " المقدمات الممهدات السلفيات في تعبير الرؤى والمنامات " : ولأجل
هذا الأصل المهم هنا ، أكد علماء التعبير على ضرورة سؤال المعبر عن حالة
صاحب الرؤيا ، وفهمه ، ومدخله ، ومخرجه ، وصنعته ، وبلده ، وعرفه ،وغير
ذلك ليتمكن بذلك من العبور من ظاهر الرؤيا إلى باطنها ..... ولهذا لما رأى
المنصور أمير المؤمنين كأن بغلا موقرا بغرارتين من التبن ، وهو راكب
فوقهما ، فٍسأل معبرا مكفوفا عنها ؟ قال له المعبر : أسألك عن نسبك وحرفتك
وحالك ؟ فلما أطلعه على حاله عبر أنه يستخلف .

وقال ابن قتيبة رحمه الله : فإن
الرؤيا تتغير عن أصولها باختلاف أحوال الناس ، في هيآتهم وصناعاتهم
وأقدارهم وأديانهم وهممهم وإراداتهم ، وباختلاف الأوقات والأزمان ... .

وقال الشهاب العابر : المنام
الواحد يختلف باختلاف لغتين ، ويختلف باختلاف الأديان ، ويختلف باختلاف
الزمان ، ويختلف باختلاف الصنائع ، ويختلف باختلاف الأماكن ، ويختلف
باختلاف عادات الناس ، ويختلف باختلاف المعايش والأرزاق ، ويختلف باختلاف
الأمراض ، وعليه فالشيء الواحد اعتبره باختلاف حال رائيه .

ونصوص العلماء في ذلك كثيرة ،

فكون
العضو لا يريد إخبارنا بوظيفته ولا شيء عن حاله وبلده ولا الإجابة عن
الأسئلة التي تطرح عليه عند تعبير الرؤيا، فهذا لا يمكن معه التوصل إلى
تفسير الرؤيا وتعبيرها ، فالمعبر ليس منجما أو مشعوذا أو عرافا . فالمعرفة
التامة بصاحب الرؤيا هي الطريق إلى معرفة تفسير الرؤيا والمراد منها .

وهناك فرق كبير بين أن تعبر الرؤيا لصديقك أو أختك أو أبيك أو أحد أفراد عائلتك أو قومك ، وبين أن تعبر الرؤيا من وراء الشبكة العنكبوتية الذي لا تراه ولا تعرف عنه شيئا البتة
، فحتى رؤية الشخص تعين على تفسير الرؤيا كما جاء رجل عند ابن سيرين فقال
له رأيت أني أؤذن ، قال تحج هذا العام ، وجاء رجل آخر بنفس الرؤيا ، فقال
له : تقطع يدك في سرقة . فما قيل له في ذلك ، قال : رأيت على الأول سيماء حسنة ، ولم تعجبني هيئة الثاني .

ونكتفي بهذا القدر ، فإن فيه بيانا شافيا ، وجوابا كافيا لمن رزقه الله الفهم .

وصل اللهم على محمد وعلى آله وصبحه ومن تعبد

شكرا لك على الموضوع

شكرا لك أخي على الموضوع المذهل بارك الله فيك

شكرا ..موضوع حلو

العفو
شكرا على المرور