أهمية علم التعبير وعناية العلماء به

لا
يستريب المتأمل في نصوص الوحيين الشريفين ، أن لعلم التعبير في لشريعة
الإسلامية أهمية بالغة ، كما انتشرت في كتب الحديث والتاريخ والتراجم
والسير والأدب والتفسير وغيرها من أخباره صلى الله عليه وسلم وأخبار
أصحابه رضي الله عنهم ما يدل على اهتمامهم بهذا العلم وعنيتهم بأحكامه وما
يتضمنه من الحكم والأحكام والمعاني .

ففي الصحيحين من حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه قال :

(( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني مما يكثر أن يقول لأصحابه هل رأى أحد منك رؤيا ؟ قال : فيُقص عليه ماشاء الله أن يُقص ))

قال حافظ المغرب الإمام ابن عبد البر في الاستذكار (( وهذا الحديث يدل على شرف علم الرؤيا وفضلها ، لأنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يقول إذا انصرف من صلاة الغداة (( هل رأى أحد منكم الليلة رؤيا ؟ )) إلا ليقصها عليه ويعبرها ليتعلم أصحابه كيف الكلام في تأويلها وذلك دليل على فضل عبارة الرؤيا وشرف علمها ..... ))

قال الغزالي
: فالرؤيا من عجائب صنع الله وبديع تكوينه ، وهي من أوضح الأدلة على عالم
الملكوت ، والخلق غافلون عنها لغفلتهم عن سائر عجائب القلب وعجائب العالم
كله ، ولذلك كان القول في حقيقتها من دقائق العلوم التي ينبغي الحرص عليها
.

وقال ابن قتيبة رحمه الله
: وليس فيما يتعاطى الناس من فنون العلم ، ويتمارسون من صنوف الحكم ، شيء
هو أغمض وألطف وأجل وأشرف وأصعب مرارا وأشد أشكالا من الرؤيا ، لأنها جنس
من أجناس الوحي وضرب من أضراب النبوة .

ويقول ابن القيم رحمه الله
في كتابه أقسام القرآن وهو يتحدث عن مراتب قلم الوحي الذي أقسم الله به :
" القلم التاسع : قلم التعبير ، وهو كاتب وحي المنام ، وتفسيره وتعبيره
وما أريد منه وهو قلم شريف جليل مترجم للوحي المنامي كاشف له ، وهو من
الأقلام التي تصلح للدنيا والدين ، وهو يعتمد طهارة صاحبه ونزاهته وأمانته
، وتحريه للصدق ، ولطرائق الحميدة والمناهج السديدة ، مع علم راسخ وصفاء
باطن وحس مؤيد بالنور الإلهي ، ومعرفة بأحوال الخلق وسيرهم وهيآتهم ، وهو
من ألطف الأقلام وأعمها جولانا وأوسعها تصرفا وأشدها تشبثا بسائر
الموجودات ، علويها وسفليها ،وبالماضي والحاضر والحال والمستقبل ، فتصرف
هذا القلم في المنام هو محل ولايته ، وكرسي مملكته وسلطانه .

شكرا يا نجم على الموضوع

شكرا لك أخي واصل وفق الله