يا زهرةً بين الهشيم تفَّتحتْ
ماذا أردتِ من الهشيمْ؟
ماذا أردت من الحطامِ أراك يانعة بوادٍ من حميمْ
لا روحَ فيه ولا شذىً
لا وِردَ ينعشُ لا ظِلالَ ولا نعيمْ
بين الصخور الصمِّ ماذا تصنعين؟
ماذا أتيت تحاولين؟
ما تهدفين؟!
بالله يا أحلى الزهور تراجعي
عودي لأحضان الزهور
عودي لأجواء الحنان
إلى البراعمِ حيثما هامتْ تثورْ
هيَّا ارجعي
لا تعبري الدربَ المشوكَ بجسمك الغضِّ النضيرْ
لا تذرفي دمع الصبابة والحنين
شوهَّتِ حسنَك بالأنين
ما تقصدين
يا زهرةً صوني الصبا
إنّ الصبا عهدٌ يمرُّ ولن يعودْ
عهدٌ يمرُّ كومضِ برقٍ تاركاً
في الأرض زمجرة الرعود
وإذا الربيعُ مودِّعاً
يُهدي رُفاةَ الزهر ذكرى للوجود
وإذا بهاكِ غداً يزول وتذبلين
وهناك في الوادي الأمين
ستذكرين