...::::منتديات النجم::::...
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

...::::منتديات النجم::::...


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مفهوم الحب في الإسلام؟؟؟!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
amal
عضــــو
عضــــو



عدد الرسائل : 60
تاريخ التسجيل : 17/04/2008

مفهوم الحب في الإسلام؟؟؟! Empty
مُساهمةموضوع: مفهوم الحب في الإسلام؟؟؟!   مفهوم الحب في الإسلام؟؟؟! Icon_minitimeالخميس أغسطس 21, 2008 2:48 pm

مفهوم الحب في الإسلام؟؟؟! Bismthulth

إن الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا .. من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد .

فقد جاء الإسلام فقنن ، وحدد العقائد ، والأفكار ، والتصورات ، والأخلاق ، وضبطها ، ووجهها إلى الواحد الأحد .

ومن هذا المنطلق سوف أكتب عن الحب ، وكيف وجهه الإسلام ، والرسول ( صلى الله عليه وسلم ) ولم يتركه ؛ لأن كثيراً من الناس ظنوا أنهم يحبون من شاؤوا ، في أي وقت شاؤوا .

وقف الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) على المنبر يتحدث في الناس ، وإذا بأعرابي يقاطعه .. فالتفت إليه ( صلى الله عليه وسلم ) فقال : ( ما لك ) ؟

قال : متى الساعة ؟

فسكت عنه ( صلى الله عليه وسلم ) ثم أكمل حديثه .

فلما انتهى قال : ( ماذا أعددت للساعة ) ؟

قال : يا رسول الله ، والله ما أعددت لها كثير صلاة ، ولا صيام ، ولا صدقة ؛ ولكني أحب الله ورسوله .

فقال ( صلى الله عليه وسلم ) : ( أنت مع من أحببت )(1) .

قال الحسن البصري معلقاً على الحديث : لا يخدعنكم الحب فحسب ، فو الله الذي لا إله إلا هو .. لقد أحب قوم عيسى بن مريم حتى ألهوه ، فأدخلهم حبه النار .

وروى الغزالي في ( الأحياء ) قول ابن عمر رضي الله عنهما : والله لو أنفقت أموالي في سبيل الله ، وصمت النهار لا افطره ، وقمت الليل لا أنامه .. ثم لقيت الله لا احب أهل الطاعة ولا أبغض أهل المعصية لخشيت أن يكبني الله على وجهي في النار .

من هذا المنطلق : جعل الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) الحب عقيدة .

وفي الحديث قال ( صلى الله عليه وسلم ) : ( من أحب لله ، وأبغض لله ، وأعطى لله ، ومنع لله فقد استكمل الإيمان )(2) .

والحب على قسمين : فطري جبلي .. وسببي كسبي .

فأما الفطري الجبلي : فلا لوم على العبد فيه ، فإن الله فطره على ذلك ، كحب الرجل الطعام ، وحبه الماء، وحبه ابنه ، وزوجته ، وأصدقاءه .

وأما الكسبي السببي : فهو الإرادي الذي يحاسب الله عليه العبد ، إذا صرفه لغير مرضاة الله تبارك وتعالى.

سئل شيخ الإسلام : كيف يقول الله عز وجل : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (لأنفال:45) ، كيف يذكرهم الله ذكره وقت الأزمات ، أما هناك وقت إلا وقت مصارعة الأعداء ، ووقت المقاتلة ، والتقاء السيوف .

فقال ابن تيمية : إن المحبوبين يتشرفون بذكر محبوبهم وقت الأزمات .. أما سمعتم لقول عنترة يوم يقول لمحبوبته :

ولـقـد ذكـرتـك والـرمـاح نـواهـل مـنـي وبـيـض الهـنـد تـقـطـر من دمـي

فـوددت تـقـبـيـل الســيـوف لأنـها لـمـعـت كـبـارق ثـغــرك المـتـبـسـم

فكان الجاهليون يتمادحون بأنهم يذكرون محبيهم ، وقت القتال والنزال ، فأراد الله أن يحول هذا المعتقد الآثم ، إلى ذكره وقت الأزمات ... ولذلك فإن الذكر : يوم يذكر الله وقت مصارعة عدوه .

· المحبوبات التي ذكرها القرآن :

يقول جل ذكره ( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ) (آل عمران:14) فكل محبوبات الناس تدور على هذه ، ولكن ما عند الله خير منها .

ومن أحب هذا الشيء ، الذي ذكره الله ، وأفنى حبه فيه حتى عبده ، فليس له عند الله من خلاق ؛ لأن الحب عبادة ، وإذا اجتمع مع الذل فهو اكتمال العبادة ..

ولذلك يقول ( صلى الله عليه وسلم ) : ( تعس عبد الدينار ، تعس عبد الدرهم ، تعس عبد الخميصة ، تعس عبد الخميلة ، تعس وانتكس ، وإذا شيك فلا انتقش )(1) .

وإنما سماه ( صلى الله عليه وسلم ) عبداً ؛ لأنه صرف حبه لهذه الأمور ، حتى غلبها على حب الله .

ومن الناس من يحب زوجته ، أكثر من حبه لربه ، تبارك وتعالى ، وعلامة ذلك : أن يقدم مطلوبها ، ولو كان في المعصية ، على مطلوب الله سبحانه وتعالى .

من الذي أخرج حنظلة الغسيل من بيته ، وهو في اليوم الأول من عرسه إلى لقاء الله ؟ وأتى إلى أحد ، وكسر غمد سيفه على ركبته ، وقال ( اللهم خذ من دمي اليوم حتى ترضى ..) إلا حب الله .

يقول سبحانه وتعالى : ( وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً) (الفجر:20) ، هذا يدخل فيه الحب الكسبي والسببي ، والحب الفطري الجبلي .

أما الفطري الجبلي : فإن الإنسان يحب المال بلا شك ، وهو مفطور على ذلك .

وأما الكسبي فهو الذي يوصله إلى درجة العبودية للدرهم والدينار ، فيسبح بحمده صباح مساء ويجعله مقصده في الحياة ومطلوبه .. فيكون إلهه ( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ ) (الجاثـية : من الآية23) . ومن جعل شيئاً أعظم من الله في قلبه وأحبه كان إلهه ، وكان مشركاً بالله .

ولذلك ذكر الله سبحانه وتعالى ذلك فقال : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ ) (البقرة: من الآية165) .

وذكر سبحانه ملاذ الدنيا في سورة التوبة فقال : ( قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ) (التوبة: من الآية24) ، فمن قدم شيئاً من هذه على حب الله فلينتظر الموت ، ولينتظر اللعنة ، ولينتظر الغضب .



· ادعاء الحب :

والدعوى سهلة .

يقول بعض الصالحين : لا تعرض بحب الله على اللسن فتدعيه .

وادعاء حب الله : سـهل عند الناس جميعاً ، تارك الصلاة في المسـجد تقول له : لمـاذا لا تصلي في المسجد ؟؟.

قال : الله يعلم أني أحبه !

كذب لعمر الله ! لو كان يحب الله ما تأخر عن الصلاة في المسجد .

يقول الأول :

نــحـن الـذيـن إذا دعـــوا لـصـلاتـهم والـحـرب تـسقي الأرض جـامـاً أحـمـرا

جـعـلـوا الـوجـوه إلى الـحـجـاز فـكـبروا فـي مـسـمـع الروح الأمـيـن فـكــبـرا

يقول ثابت بن عبد الله بن الزبير : يا رب أمتني الميتة الحسنة .

قالوا : وما هي الميتة الحسنة ؟

قال : أن يتوفاني ربي وأنا ساجد .

فطالت به الحياة : وعلم الله أنه صادق ( فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ) (محمد: من الآية21) ، ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (العنكبوت:69) .

فمات ، وهو ساجد في صلاة المغرب .

وأهل الحب ، هم : أهل الإيمان والطموح .

قال أبو الندوي في كتابه ( مسيرة الحياة ) : عين بلا إيمان : مقلة عمياء ، وأمة بلا إيمان : قطيع من غنم.

ونقول : كتاب بلا إيمان : كلام مصفف ، وقصيدة بلا إيمان : كلام ملفق ، وعقل بلا إيمان : ضياع وهيام وخسار .

إن الحب لا ياـي بالدعوى فقط .

ولابد للإنسان من إله يحبه ، ولذلك يقول ابن تيمية : الإنسان همام حارث .. كما في الحديث الصحيح ، فلابد لقلبه أن يهم ، ولابد له أن يزاول شيئاً ، فلابد له من إله يألهه ، وهو الله تبارك وتعالى .

تـعـصـي الإلـه وأنـت تـظـهـر حـبـه هــذا كــلام فـي القــيـاس بـديـع

لـو كـان حـبـك صــادقـاً لأطـعــتـه إن الـمـحـب لـمـن يحـب مـطـيـع

وفي أثر لأهل الكتاب أن الله يقول : كذب من ادعى محبتي ، فإذا ضمه الليل نام عني ولم يقم يناديني ، أو كما قال سبحانه وتعالى .

فالحب ادعاه قوم كثيرون ن وهو في المسلمين كثير حتى من الفسقة الفجار ، فمنهم من يحمل الكأس ، ويعيش للمرأة ، ويسمع الأغنية ، ويعاقر الخلاعة ، فإذا نهيته عن ذلك ، ادعى حب الله ‍!

ومحبة الله عز وجل ، ومحبة رسوله ( صلى الله عليه وسلم ) أعلى المطالب ، وأعظم المقاصد ، وأعظم درجات العبودية .

ففي (صحيح البخاري ) أن عمر ، رضي الله تعالى عنه ، قال : والله يا رسول الله إنك أحب إلى من كل شيء إلا من نفسي .

فقال ( صلى الله عليه وسلم ) : ( لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك ) .

فقال عمر : والله يا رسول الله ، إنك أحب إلى من نفسي ، هذا منتهى الحب .

عندها قال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : ( الآن يا عمر )(1) .

وفي ( الصحيحين ) عن أنس قال : يقول ( صلى الله عليه وسلم ) : ( ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار )(2) .

فمن وجد هذه الثلاثة وجد حلاوة الإيمان ، ومنتهى الإيمان ، وأصل الإيمان ، فهنيئاً له .

ومن لم يجد ذلك فليبكِ على نفسه .

يقول ابن القيم في ( الفوائد ) في قوله سبحانه وتعالى : ( يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ)(المائدة: من الآية54) ليس العجب من قوله : ( وَيُحِبُّونَهُ) فإن المحسن يحب ، فمن أطعمك وكساك وخلقك تحبه جبلة وأصلاً .. ولكن العجب من قوله : (يُحِبُّهُمْ )!.



· نماذج من الحب الخالص لله :

1ـ عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري : أتى يوم أحد ولبس أكفانه ، وقال : اللهم خذ من دمي هذا اليوم حتى ترضى ، فقتل شهيداً .

ولذلك يقول ( صلى الله عليه وسلم ) لفاطمة : أخت عبد الله ـ عمه جابر ـ : ( تبكين أو لا تبكين ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفعتموه )(3) .

وفي حديث آخر أن الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) يقول : ( يا جابر ما لي أراك منكسراً ) .

قال : يا رسول الله ، استشهد أبي ، وترك عيالاً وديناً .

قال : ( أفلا أبشرك بما لقي الله به أباك ) .

قال : بلى ، يا رسول الله .

قال : ( ما كلم الله أحداً قط إلا من وراء حجاب ، وأحيا أباك فكلمه كفاحاً ، فقال : تمن على أعطك !!

قال : يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية .

قال الرب عز وجل : إنه قد سبق مني أنهم إليها لا يرجعون )(4) .

وأنزل الله هذه الآية ( وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) (آل عمران :169).

وكما في حديث آخر ( فجعل الله روحه وأرواح إخوانه في جوف طير خضر ، لها قناديل معلقة بالعرش ، تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى تلك القناديل )(5) .

وفيهم أنزل الله هذه الآيـات : ( وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ) (آل عمران:171) .

2ـ في السير عند هشام وغيره ، أن الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) وقف قبل غزوة أحد ، يعلن الحرب على أبي سفيان ، ولبس لأمته ( صلى الله عليه وسلم )، وهو يتحدث في الناس ويشاورهم ، أنقاتل في المدينة ، أم نخرج خارج المدينة إلى أحد .

فقام شاب ، من بني عمر بن سالم ، فقال : يا رسول الله ، لا تمنعني ، ولا تحرمني دخول الجنة ، فو الله الذي لا إله إلا هو لأدخلن الجنة .

فقال ( صلى الله عليه وسلم ) ـ وهو يتبسم ـ : ( بم تدخل الجنة ؟ ) .

قال : بخصلتين .

قال : ( ما هما ) ؟

قال : بأني أحب الله ورسوله كثيراً ، ولا أفر يوم الزحف .

قال ( صلى الله عليه وسلم ) : ( إن تصدق الله يصدقك ) .

وبدأت المعركة ، ودارت رحاه ، وأتى الصادق ، فصدق الله فقتل .

فمر ( صلى الله عليه وسلم ) عليه ، وأخذ يمسح التراب عن جبينه ، وتدمع عيناه ( صلى الله عليه وسلم ) ويقول : ( صدقت الله فصدقك الله )(1) .

أرواحــنـا يـا رب فـوق أكـــفــنـا نـرجـو ثـوابـك مـغـنـماً وجــوارا

لـم نـخـش طـاغـوتـاً يـحـاربـنـا ولو نـصـب الـمـنـايـا حـولـنا أسـوارا

وكــأن ظـل السـيـف ظـل حــديـقـة خـضـراء تـنـبـت حـولنـا الأزهـارا



3ـ جعفر بن أبي طالب : ترك ماله وولده ، وترك أحبابه ، وخلانه ، وجيرانه ، وأتى قبل المعركة ، فكسر غمده وهذا عند العرب علامة على أنه لن يعود أبداً ، وقال :

يـا حــبـذا الـجـنـة واقــتـرابـها

طــيـبـة وبــارد شــــرابــها

والــروم روم قــد دنـا عــذابــها

كــافـرة بـعــيـدة أنـســابــها

عـلـى إن لاقـيـتـهـا ضـرابــها (2)

قاتل حتى الظهر ، فقطعت يمينه ، ثم يساره ، ثم قتل شهيداً .



· علامات المحبة :

1ـ بيع النفس للواحد الأحد ، فتغضب لله ن وترضى لله ، وتقدم لله ، وتعطي لله ، وتحب لله ، وتبغض في الله ، وقد ذكرت فيما مضى نماذج لمن باعوا نفوسهم لله .

2ـ ومن علامات حب الله عز وجل : الإقبال على الطاعة ، وترك المنهيات .

فمن سمع الأذان ، فلم يأت إلى المسجد ، بلا عذر ، فما أحب الله ، ومن هجر القرآن ، ولم يقرأ فيه ، وقدم قراءة المجلة الخليعة ، والجريدة التافهة عليه ؛ فما أحب الله ، ومن جلس مع جلساء السوء ، ورافقهم ، وهجر الصالحين والأخيار فما أحب الله ، ومن تخلف عن النوافل ، وعنده بسطة في الجسم وسعة في الوقت ، فما أحب الله .

فمن ادعى حب الله ثم لم يأت بالطاعات ، ويتقدم بالنوافل ، فليس بمحب .

في كتاب ( مدارج السالكين ) يذكر ابن القيم عشرة أسباب للمحبة .ز ذكر منها : تلاوة القرآن بتدبر ، فإذا رأيت الرجل يحب المصحف ، ويتلذذ بالقراءة في المصحف ، فاعرف أنه من أحباب الله .

3ـ كثرة الذكر .

إذا مــرضـنـا تـداويـنـا بـذكـركـم ونتـرك الـذكـر أحـيـانـاً فـنـنـتـكـس

( أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (الرعد: من الآية28) ( فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ) (البقرة: من الآية152) .

وفي الحديث عن عبد الله بن يسر : أن رجلاً أتى إلى الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) فقال : يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت على ، فأخبرني بشيء أتشبث به .

قال : ( لا يزال لسانك رطباً بذكر الله )(1) .

فإنسان لا يذكر الله كثيراً ، فهو شبيه بأهل النفاق ، الذين قال الله فيهم : ( وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلاً) (النساء: من الآية142) .



4ـ ومن علامات حب الله عز وجل : تعظيم الشعائر .

يروى أن إبراهيم بن أدهم نزل إلى السوق ، فوجد صحيفة ملقاة على الأرض مكتوب فيها : ( الله ) .

فقال : يا رب ، سبحانك أن يداس أسمك ، والله لأطيبن اسمك فأخذ الصحيفة ، وطيبها ، وعلقها .

فسمع قائلاً يقول في المنام : يا من طيب اسم الله ليطيبن اسمك .

فرفع الله اسمه ، فهو من العباد الكبار .

سألوا سعيد بن المسيب ، وهو مريض ، أن يذكر لهم شيئاً من أحاديث الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) ، فقال : أجلسوني .

قالوا : أنت مريض .

قال : أيذكر ( صلى الله عليه وسلم ) ، وأنا مضطجع ؟

وكان الإمام مالك يحدث في مسجد الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) فلدغته عقرب ، فأخذ يتغير وجهه ، فلما انتهى ، قيل له : ما لك ؟

قال : لدغتني عقرب !

قالوا : ولم لم تقطع الحديث ؟

قال : أأقطع حديث المصطفى ( صلى الله عليه وسلم ) من أجل عقرب ؟



· نماذج من الحب الرخيص :

وهو حب المرأة ، والكأس ، وحب المعاصي .

يقول أحدهم :

يـا مـن هـواه أعــزه وأذلـنـي كـيـف السـبـيـل إلى رحـالـك دلـنـي !

( يا من هواه أعزه وأذلني ) نعم ؛ لأنك ذللت لغير الله ، فأذلك الله سبحانه وتعالى .

وآخر يدعي محبة الله كثيراً ، وفي أعظم المواقف في الحج ينسى الله تبارك وتعالى ، وينسى الوقوف بين يدي الله ، وينظر إلى امرأة أتت إلى الطواف حول البيت ، فأخذ يتغنى في الحرم ، ويقول :

قـف بالـطـواف تـرى الغـزال المحـرما حـج الحـجـيـج وعـاد يـقـصـد زمـزما

لـو أن بـيـت الله كــلـم عــاشـقـاً مـن قـبـل هــذا كــاد أن يـتـكــلـما

هذا هو الحب الحقير الذي يحاسب عليه الله .

ولي منظومة للرد على هذا الرجل .. قلت :

قـف فـي الحـيـاة تـرى الجـمـال تـبـسـما والـطـل مـن ثـغـر الـهـمـائل قـد هـما

والـمـؤمـن اطـلـع الـوجــود مـسـلـمـا أهــلاً بـمـن حـاز الـجـمـال وسـلـمـا

لا والـذي جــمـع الـخــلائـق فـي مـنـى وبـدا فـأعــطـى مـن أحــل وأحــرما

مـا فـي جـمـيـع الأرض أجـمـل منـظــرٍ مـن مـؤمـن لـلـه جــــد ويـمـمــا

هذا هو الحب ، أما من يتغزل بهذه الأمور ويصرفها لغير الله فقد كذب على الله .

يقول ابن القيم في ( بدائع الفوائد ) ، وهو يتحدث عن من صرف حبه لغير الله ، أن أبا فراس الحمداني الشاعر، أرسل لابن عمه سيف الدولة رسالة يقول فيها :

فـلـيـتـك تـحـلو والـحـيـاة مـريـرة ولـيـتـك تـرضـى والأنـام غــضــاب

إذا صـح مـنـك الـود فـالـكـل هــيـن وكـل الــذي فــوق الـتــراب تــراب

ولـيـت الـذي بـيـنـي وبـيـنـك عـامر وبـيـنـي وبـيـن الـعـالـمـيـن خـراب



فقال : أحسن كل الإحسان في نظم الأبيات ، وأساء كل الإساءة يوم جعلها لمخلوق !

إخواني في الله ! ! أدعوكم ونفسي إلى حب الله ، تبارك وتعالى ، وإلى حب رسوله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وإلى إقامة البينات على هذه الدعوى ، من محافظة على الفرائض ، ومن تزود بالنوافل ، ومن تدبر لكتاب الله ، ومن كثرة لذكر الله .

والله أعلم ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مفهوم الحب في الإسلام؟؟؟!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
...::::منتديات النجم::::... :: ˆ~¤®§][©][القســــــم الثقـــافــــــــــى][©][§®¤~ˆ :: المنتدى الإسلامي-
انتقل الى: