صور من عظيم أثر المنامات وما تتضمنه من الأحكام والفوائد

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله . أما بعد :

يقول جابر بن سمرة رضي الله عنه : " رأى رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم أنه لقي قوما من اليهود ، فأعجبته هيأتهم ، فقال إنكم لقوم ، لولا أنكم تقولون عزير ابن الله ! فقالوا : وأنتم قوم لولا أنكم تقولون ما شاء الله وشاء محمد ، قال : ولقي قوما من النصارى ، فأعجبته هيأتهم ، فقال إنكم لقوم ، لولا أنكم تقولون : المسيح ابن الله ! فقالوا : وأنتم قوم لولا أنكم تقولون ، ماشاء الله وشاء محمد ، لما أصبح ، قص ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة والسلام : " كنت أسمعها منكم فتؤذونني ، فلا تقولوا ، ما شاء الله ، وشاء محمد ، ولكن قولوا ما شاء الله ، ثم شاء محمد "

قال النووي رحمه الله : إسناده صحيح

ومن ذلك أيضا قول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : " إن رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أروا ليلة القدر في المنام في السبع الآواخر ، فقال صلى الله عليه وسلم : " أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الآواخر ؛ فمن كان متحريها فليتحراها في السبع الآواخر "

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري شرح صحيح البخاري : وفي هذا الحديث دلالة على عظيم قدر الرؤيا ، وجواز الاستناد إليها في الاستدلال على الأمور الوجودية ، بشرط ان لا يخالف القواعد الشرعية .

ويقول عبد الله بن زيد رضي الله عنه : لما أجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن يضرب بالناقوس ، وهو له كاره لموافقته النصارى طاف بي طاف من الليل وأنا نائم رجل عليه ثوبان أخضران ، وفي يده ناقوس يحمله ، قال : فقلت : يا عبد الله أتبيع الناقوس ؟ قال : أفلا أدلك على خير من ذلك ؟ فقلت : بلى ، قال تقول : الله أكبر الله أكبر ، الله أكبر الله أكبر ، أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن محمد رسول الله ، أشهد أن محمد رسول الله ، حي على الصلاة حي على الصلاة ، حي على الفلاح حي على الفلاح ، الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله . قال ثم اسأخر غير بعيد ، قال : ثم تقول إذا قمت إلى الصلاة : الله أكبر الله أكبر ، أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن محمدا رسول الله ، حي على الصلاة حي على الفلاح قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة ، الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله .
قال : فلما أصبحت ، أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بما رأيت ، فقال صلى الله عليه وسلم : " اخرج مع بلال إلى المسجد ، فألقها عليه ، وليناد بلال ، فإنه أندى صوتا منك "

وقال أبو هريرة رضي الله عنه : " كان رجلان من يلي - حي من قضاعة - أسلما مع النبي صلى الله عليه وسلم ، واستشهد أحدهما وأُخِّر الآخر سنة ، قال طلحة بن عبيد الله : فأريت الجنة - يعني في المنام - فرأيت فيها المؤخر منهما أدخل قبل الشهيد ، فعجبت لذلك ، فأصبحت ، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أليس قد صام بعده رمضان وصلى ستة آلاف ركعة - أو كذا وكذا ركعة - صلاة السنة ""

أخرجه الإمام أحمد .

ويقول زيد بن ثابت رضي الله عنه : " أمروا أن يسبحوا دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين ، ويحمدوا ثلاثا وثلاثين ، ويكبروا أربعا وثلاثين ، فأتى رجل من الأنصار في منامه فقيل له : أمركم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تسبحوا دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين ، وتحمدوا ثلاثا وثلاثين ، وتكبروا أربعا وثلاثين ؟ قال نعم ، قال : فاجعلوها خمسا وعشرين ، واجعلوا فيها التهليل ، فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فذكر ذلك له ، فقــــــــــــــــــــــــــال " اجعلوها كذلك ".

أخرجه الإمام أحمد وإسناده صحيح

وتقول خديجة رضي الله عنها : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ورقة بن نوفل ، وأخبرته بأنه صدّقك ، ومات قبل أن تظهر ، فقال صلى الله عليه وسلم " أريته في المنام وعليه ثياب بيض ، ولو كان من أهل النار لكان عليه لباس غير ذلك "

أخرجه الإمام أحمد وإسناده حسن

قال المباركفوري رحمه الله : ... وفيه أنه إذا رأى مسلم في المنام الثياب البيض على ميت مسلم ، فذلك دليل على حسن حاله وأنه من أهل الجنة .

ويقول خارجة بن زيد رضي الله عنه : كانت أم العلاء الأنصارية تقول : لما قدم المهاجرون المدينة ، اقترعت الأنصار على سكناهم ، فقالت فطار لنا عثمان بن مظعون في السكنى ، فمرض فمرضناه ، ثم توفي ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل ، فقلت : رحمة الله عليك أبا السائب ! فشهادتي أن قد أكرمك الله ، فقال صلى الله عليه وسلم : " وما يدريك أن الله قد أكرمه ؟ فقلت : والله لا أدري ، فقال صلى الله عليه وسلم : " أما هو فقد آتاه الله اليقين من ربه ، وإني لأرجو له الخير ، والله لا أدري ، وأنا رسول الله ما يفعل بي ولا بكم " فقالت : فوالله لا أزكي بعده أحدا أبدا ، فقالت : ثم رأيت لعثمان بعدُ في النوم عينا تجري ، فقصصتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : " ذاك عمله يجري له "

أخرجه البخاري

قدم زرارة بن عمرو على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد النخع ، فقال : يا رسول الله ، إني رأيت في طريقي رؤيا هالتني . قال : وما هي ؟ قال : رأيت أتانا ( حمارة ) خلفتها في أهلي ولدت جديا أسفع أحوى ( الأبلق = كل شيء فيه سواد وبياض ) ، ورأيت نارا خرجت من الأرض ، فحالت بيني وبين ابن لي ، يقال له عمرو ، وهي تقول : لظى لظى بصير وأعمى . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " خلفت في أهلك أمة مسِرَّة حملا ؟" قال : نعم . قال : "فإنها قد ولدت غلاما ، وهو ابنك ". قال فأنى له أسفع أحوى؟ . فقال :" ادن مني ، أبك برص تكتمه ؟ " قال : والذي بعثك بالحق ما علمه أحد قبلك . قال " فهو ذاك . قال وأما النار فإنها فتنة تكون بعدي . قال : وما الفتنة يا رسول الله ؟ قال : يقتل الناس إمامهم ويشتجرون اشتجار أطباق الرأس ، وخالف بين أصابعه ، دم المؤمن عند المؤمن أحلى من العسل . يحسب المسيء أنه محسن ، إن مت أدركت ابنك ، وإن مات ابنك أدركتك . قال : فادع الله ألا تدركني ، فدعا له . فكان ابنه عمرو بن زرارة أول خلق الله تعالى خلع عثمان بن عفان رضي الله عنه .

شكرا لك أخي زركا على الموضوع سوف سننتظر منك الجديد بفارغ الصبر تقبل تحياتي